تَعَجلْتَ رحيلى ..
وقد حان وقت الرحيل
آن لقلب أدماه هواك أن يستقيل
آن لعين أرهقها الدمع
أن تغمض لعمر مستطيل
آن للثرى أن يواري جسدي النحيل
آن للزهرة أن تغلق أوراقها
فى ربيع بخيل
لمَ تَعجلت رحيلى يا رفيق الدرب
فكلٌ قدره الفناء
قد يموت الحب بداخلنا .. قد نبقى أصدقاء
قد تتهاوى روحى بين يديك فأصبح أشلاء
كعصفورٌ صغير كان يحلمُ يوماً بالضياء
يحلم بعمراً جميلاً يملؤه الصفاء
فبخلت عليه الليالى
وذهبت أحلامه أدراج الهواء
حان وقت الرحيل مع موج البحار
لم يعد لدي حلم
ولا يجدى مع الفراق الإنتظار
آه ياقلب من موج قاس
يجذبك نحو القرار
قد يحنُ العصفور يوماً
تبحث عنه فى حنايا الطريق
يوم يضيع كل شيئ
لا حبيباً .. لا رفيقاً .. لا صديق
قد تحلم بدفء أجنحته
يوم يأتى الصقيع
يوم لا تجد فيه دفئاً
حين يغدو الحب صريع
حين ترى عبوس البشر فى الأيام
تغمض عينيك لترى بسمة لها فى الظلام
تنصت جيدا لعلك تسمع بحبك فى الأحلام
قد تحن يوما لعينان ظلت أعواماً لا تنام
لا يجدى التمنى يا رفيقي بعدما جاء الفراق
وقد حان مصير العشق واحلامنا للإحتراق
فوداعاً يا رفيق أياماً كانت فى العنق كالوثاق
إرتضى القلب بديلك قبراً ولحداً
يكون فيه العناق
هيا ياقلب إلى عالم البقاء
مسكين .. جريح .. أثقلك العناء
يارب هذه روحي بين يديك
قد أرهقها الشقاء
وأنت يا رفيق عمرى
فليسامحك رب كل ظالم ومظلوم
رب كل السعداء والأشقياء